تحدث عن جنازة «أبو عصام» وصفحة «باب الحارة» التي طويت...عباس النوري يؤكد لـ«الوطن»:أستبعدت وأتمنى ألا يكون رهان من استبعدني خاسراً لم ينل مسلسل في تاريخ الدراما العربية ما ناله مسلسل (باب الحارة) من اهتمام ومتابعة وقد شكل هذا العمل ظاهرة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها فريدة واستثنائية وقد لا تتكرر على الأقل في المدى المنظور. لقد ملأ هذا المسلسل الدنيا وشغل الناس حتى عن الصلاة في بعض البلدان وقد عومل نجوم هذا العمل معاملة خاصة في سورية والعالم العربي وفي المغتربات وقد أثار هذا العمل حراكاً فكرياً تصدر صفحات الصحف العربية ومنذ أن قررت محطة الـMBC استثمار هذا النجاح بجزء ثالث بدأ المشاهدون والمهتمون يعيشون حالة من الترقب الشديد وبدأت تخرج الشائعات التي تطول نجوم هذا العمل وأحداثه وشخصياته ولكن أنا على يقين أن أحداً لم يتوقع أن تكون جنازة الحكيم أبو عصام هي المشهد الأول في الجزء الثالث . فخبر استبعاد الفنان عباس النوري من هذا الجزء سيكون له وقع الصدمة على المترقبين والحقيقة عندما قصدت موقع تصوير مسلسل (ليس سراباً)
أريد الفنان عباس النوري لم يكن لدي صورة متبلورة عن مشاركته أو عدمها في باب الحارة لذا بادرته بالسؤال:
هل ستشارك وأضفت: أرجو أن تغلق الباب نهائياً حول هذه المسألة فابتسم وقال: من قال لك إنني لن أشارك أنا سأشارك في الجزء الثالث من مسلسل باب الحارة ولكن كمتفرج فقلت له هل اعتذرت؟ هل انسحبت؟ لأنني لم أكن أتوقع أن يكون قد استبعد فقال: لم أنسحب ولم أعتذر وإنما استبعدت ودون سبب مقنع ومنطقي ولم يكن هناك أي خلاف مع المنتجين لأن أهم شروط محطة الـMBC وهي المنتجة الفعلية للمسلسل المحافظة على شخصية أبو عصام وتطويرها لتأخذ مساحات أكبر في الجزء الثالث وبالفعل اجتمعت مع المخرج بسام الملا منذ حوالي الشهرين وكانت جلسة طويلة تحدث فيها بالتفصيل عن شخصية أبو عصام في الجزء الثالث ووعدني بقراءة النص خلال أيام واشترط أن يكون الأمر سرياً حتى لا تعمم تفاصيل المسلسل فهو يخشى على عمله ويريد أن يحميه وهذا حقه ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر النص ولم يكلف بسام الملا خاطره حتى بالاتصال بي وأضاف النوري: لو قال لي بسام الملا منذ البداية إن رؤيته للجزء الثالث تفرض عليه استبعاد شخصية أبو عصام لرفعت له القبعة احتراماً وخاصة أن علاقتي معه علاقة شراكة فنية أو هكذا على الأقل كان يشعرني ولم أعتقد يوماً أن مسار علاقتنا يوجد فيه انعطافات أو مطبات. كنا دائماً نتناقش بشكل حر والحوار دائماً كان يجري بين عقلين حرين وإذا اختلفنا كان هذا الاختلاف محترماً، وشراكتي معه كانت تسير باتجاه جميل ولتحقيق نتائج جميلة.
وحول تفسيره لما حدث أكد النوري أنه لا يملك تفسيراً منطقياً وأضاف: لم أخطر بأمر استبعادي وعلمت أن محطة الـMBC غير راضية ومستغربة هذا التصرف وقد اتصل بي أحد كبار موظفيها وقال لي لقد خسرناك. لقد تم استبعادي بطريقة لا أعاتب عليها أحداً فمن يفعل ذلك لا يستحق أن أعاتبه.
وحول صحة ما قيل عن طلبه أجراً رآه بسام الملا خيالياً ومرتفعاً جداً قال عباس النوري: لو كنت طالبت فهذا حقي ولكن حتى هذه اللحظة لم يفاوضني أحد حول هذا الأمر ولم أجلس مع أحد لمناقشة أجري حتى مع بسام الملا على الإطلاق على ما يبدو أن الملا رسم خريطة أخرى للجزء الثالث وهي تحمل توقيعه وهي مسؤوليته وحده.
وقدم النوري اعتذاره للمشاهدين الذين كانوا ينتظرون (أبو عصام) وشخصيته النبيلة وقال: أعتذر منهم وأؤكد لهم أن لا ذنب لي فأنا لم أترك المسلسل وإنما استبعدت وسوف ترون جنازة أبو عصام في المشهد الأول من الجزء الثالث، ويضيف النوري مبتسماً: هناك من تندر بالقول إن أي ممثل سيعتذر عن المشاركة نتيجة الشروط التي يضعها المخرج بسام الملا سوف يرى جنازته في الحلقة الأولى.
ويرى عباس النوري أن «لدينا مشكلة في العالم العربي في تقاليد العمل فالدراما العربية لم تخضع بعد لمعايير السوق وهناك من يصطاد بعض هذه المعايير وينعطف بها لمصالحه الشخصية، يجب علينا أن نتعلم من الغرب فعندما نجح فيلم (مهمة مستحيلة) أنتج منه أربعة أجزاء وقد تغير الكاتب والمخرج أكثر من مرة ولكن لم يتغير بطل الفيلم (توم كروز). وأعود لأسأل عباس النوري من له مصلحة مباشرة باستبعادك عن باب الحارة وخاصة أن الجهة المنتجة ليست راضية عن ذلك فقال: أنا لا أعفي ولا أستبعد بسام الملا عن هذه المسألة وأعتقد أن من له مصلحة في ذلك وقد وضع نفسه في رهان أتمنى ألا يكون خاسراً لأنني بطبعي أتمنى التوفيق للجميع والمعادلة الآن كما أرى أصبحت قائمة على سؤال واحد وهو من الخاسر وأكد أنه سيرفض العودة إلى مسلسل باب الحارة فيما إذا عرض عليه العودة مرة أخرى ومن أي جهة كانت وقال: هذه صفحة طواها بسام الملا وليس أنا.
هل تعتقد أن مسلسل (أولاد القيمرية) لعب دوراً في هذا الاستبعاد وخاصة أن بسام الملا اشترط على أبطال باب الحارة عدم الاشتراك في أعمال شبيهة؟
هو بالفعل اشترط على الممثلين ذلك ولكن بعض الفنانين خرقوا هذا الشرط واعتبره شرطاً غير ملزم لأن هذا الشرط يعني خسارتهم فرصاً ورزقاً وبالنسبة لي كان بسام الملا يعرف أن لدي مشروع مسلسل أولاد القيمرية وعرضته عليه قبل أشهر وعندما كان يقرأ النص لم تكن هناك أي فكرة لإنتاج جزء ثالث من باب الحارة وللأمانة ساعدني في الاتصال مع الجهات التي تبنت العمل وكنت أتمنى أن يخضع هذا العمل للشراكة التي كانت قائمة بيننا لأنه أستاذ في هذا الملعب.
وجرى نقاش مطول بيني وبينه حول التنسيق بين تصويري في باب الحارة وأولاد القيمرية وبالفعل وصلنا لصيغة بهذا التنسيق لذا أعتقد أن مسلسل (أولاد القيمرية) ليس ورقة بيده لاستبعادي عن باب الحارة. إذا أراد حماية عمله فعليه أن يلزم الفنانين بما يرضون عنه وليس بما يرضيه هو.
هل تشعر بالصدمة؟
على الإطلاق ولكن خشيتي على الجزء الثالث باعتباري كنت مشتركاً فيه مازالت قائمة فنجاح الجزء الثاني الساحق أخاف عليه، وأخشى ألا يكون الجزء الثالث على مستوى رضا الناس ولا أخفيك أن استبعادي أزاح عني الخوف وقد أراحوني من التفكير بمصير هذا العمل.
هل سيفرض عليك هذا الاستبعاد تحدياً من نوع مختلف في مسلسلك (أولاد القيمرية)؟
مسلسل (أولاد القيمرية) له خريطة أخرى وأنا تعمدت أن أنسبه إلى مكان محدد وألا أتركه حارة في الفضاء يجب أن نتحدث عن تاريخ الشام لكي نعبر تعبيراً دقيقاً عن البيئة وأعتقد أننا بحاجة إلى أن تكون هذه الأعمال مرجعاً حقيقياً عن دمشق وخاصة أن الكتّاب الذين تناولوا تلك الفترة التاريخية نادرون وقيم دمشق هي بالنهاية قيم العرب وأزعم أن مسلسل (أولاد القيمرية) ينتمي إلى مكان وزمان محددين وموثقين.
بعض الإعلاميين والصحفيين السوريين اعتبروا كلامك في برنامج (العراب) انتقاصاً من قيمة الصحافة السورية.
أنا لم أنتقص من قيمة الصحافة في سورية على الإطلاق وإنما كنت متوتراً ومستفزاً ومازلت من بعض من كتب عن مسلسل باب الحارة وأحدهم قال إن نجاح باب الحارة جاء بمعية بروبوغندا إسرائيلية وإسرائيل ساهمت بطريقة ما للترويج لهذا المسلسل أنا على استعداد لتقبل أي رأي وأحترمه أما أن تتهمني بالجاسوسية لإسرائيل فهذا أمر لا أقبله إطلاقاً كما أنني لم أقرأ في الصحافة السورية مقالاً نقدياً أو نكدياً فيه جملة مديح واحدة بحق الفنانين الذين صنعوا نجاحه وبذلوا جهوداً كبيرة في سبيل ذلك.
أنا أرى أن الصحافة السورية لم تتعلق بالقشور وكتب الإعلاميون السوريون كلاماً عميقاً لم يتوقف فقط عند نجاح أو نجومية أحد فالعمل أثار حراكاً فريداً في الصحافة السورية؟
أنا كنت مهتماً بكل ما كتب ونحن أساساً لم نبحث عن الإطراء.
لقد أخذتم الإطراء في الخليج العربي؟
نريده في وطننا وهذا حقنا فنحن أولاد سورية، ألا أستحق أن يقال لي في سورية شكراً وزارة الإعلام كرمت أسرة العمل بوزيرها وحضور وزراء وهم يتساءلون عن سر نجاح هذا العمل ولا يعرفون الإجابة. بينما درس الإسرائيليون أسباب هذا النجاح ووسائل الإعلام الأميركية عالجت هذه الظاهرة العجيبة ونحن نبحث في أسباب النجاح لكي نحطمها بدل تأكيدها وأنا شخصياً لا أريد التأكيد على السطحي ولكنني مع الاستمرار في هذه الظاهرة وتعميقها وتكريسها لكي نبني عليها لأن هذا المسلسل أنشأ علاقة مع الجمهور استثنائية يجب أن ندرسها.
كل هذا الحبر الذي سال لا يعني أنه كان هناك محاولات لفهم هذه العلاقة؟
بالفعل كانت هناك محاولات وكثيرون طرحوا أسئلة صعبة ولكن في الصحافة العربية، أما الصحافة السورية فقد لجأت إلى الشتم والسب، والمقالات التي رفعت لها القبعة نادرة ورغم ذلك لم أقصد الإساءة لأحد وحتى الذي كتب أن العمل نجح بالبروبوغندا الإسرائيلية أحترمه كشخص ولكن لا أحترم أفكاره.
وعند هذه النقطة دخل المخرج المثنى صبح طالباً من عباس الاستعداد للدخول في مشهد آخر من مسلسل (ليس سراباً) الذي يخرجه المثنى ويلعب بطولته النوري ويلعب فيه شخصية كاتب وإعلامي وناقد.
الله يرحمك يا أبو عصام