شنت وسائل إعلام إسرائيلية حملة عدائية على نجم المنتخب المصري لكرة القدم محمد أبو تريكة، وطالبت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمعاقبته على خلفية كشفه عن "قميص داخلي" يرتديه تحت قميص المنتخب كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية "تعاطفا مع غزة"،
وذلك خلال مباراة منتخب بلاده والسودان في نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في غانا.
هذا ونشر موقع معاريف الإسرائيلي مساء الاثنين صورة كبيرة للاعب المنتخب المصري محمد أبو تريكة كشف عن هذا القميص تحت قميص المنتخب المصري، عقب إحرازه الهدف الثاني لفريقه أمام السودان في المباراة التي انتهت بفوز مصر بثلاثة أهداف مقابل لا شيء للسودان.
وقالت الصحيفة بلهجة ساخرة في العنوان: "لماذا نقول لا للسياسة الآن؟". ملمحة إلى أن أبو تريكة أقحم بالفعل السياسة في الرياضة خلافا لما صرح به عقب المباراة، وهو ما يستدعي العقوبة.
وأكد أبو تريكة من جهته عقب المباراة في تصريحات للصحفيين أن ما فعله لم يكن له دلالة سياسية مقصودة وإنما يعبر عن بادرة شخصية منه لإبداء تضامنه مع أهالي غزة من ناحية إنسانية.
في ذات السياق، رأت القناة العاشرة الإسرائيلية في تعليق لها مساء الإثنين أن أبو تريكة "أقحم" السياسة والدين معا في بطولة رياضية خلافا للقواعد المتعارف عليها، واستشهدت بتصريح نقلته وكالات الأنباء لأبو تريكة قال فيه أن ما قام به جاء "تعاطفا مع أهلنا في غزة لأننا جميعا مسلمين".
بدوره قال موقع "سبورت 5" العبري تحت عنوان "مصر فازت، والنجم يدعم غزة": إن أبو تريكة أظهر إشارة سياسية واضحة في مباراة لكرة القدم تستحق العقوبة.
وزعمت أن "إسرائيل كانت في قلب الحدث الإفريقي عندما قام نجم مصر الأول بالتعبير عن دعمه الفلسطينيين" في غزة المحاصرة.
في اتجاه آخر، ربط موقع "وان" الإخباري العبري الشهير بين حركة أبو تريكة والحركة التي قام بها لاعب منتخب غانا جون فنستيل في كاس العالم الأخيرة في ألمانيا (2006) عندما رفع العلم الإسرائيلي عقب إحراز فريقه هدفا في إحدى مباريات المونديال تعبيرا عن حبه لإسرائيل التي يلعب في أحد أنديتها..
ووجه الموقع رسالة للفيفا تقول: "وجهتم تحذيرا شديد اللهجة للاعب الغاني بعدم إبراز أي مدلول سياسي في المباريات، فهل ستقومون بنفس الأمر مع اللاعب المصري؟".
ولم يوقع بالفعل الفيفا أي عقوبة على اللاعب الغاني سواء بالإيقاف عن اللعب أو بتوقيع غرامة عليه واكتفي بتوجيه تحذير إليه بعدم تكرار ذلك.
وتنص المادة الرابعة من قانون الفيفا لتنظيم لعبة كرة القدم أنه يتحتم على اللاعبين عدم إظهار القمصان الداخلية التي تحمل شعارات سياسية أو دعائية وتقوم اللجنة المنظمة للبطولة بمعاقبة من يخالف ذلك.
أما المادة 12 فتقول إنه يجب على حكم المباراة منح إنذار أصفر للاعب الذي يقوم بوضع القميص على وجهه وليس بسبب أي شعار تحت قميصه، حيث تعتبر اللجنة المنظمة للبطولة هي الوحيدة المنوطة بمعاقبة اللاعب أو لفت نظره على رفع الشعارات السياسية أو الدعائية، وهي النقطة التي تلعب على وترها الصحافة الإسرائيلية، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت" للشئون العبرية.
ولم يصدر بعد أي قرار رسمي عن اللجنة المنظمة للبطولة الإفريقية بشأن واقعة أبو تريكة، لكن مسئولا بها وجه تحذيرا "غير رسمي" للاعب المصري بسبب خرقه القواعد التي تنص على عدم عرض شعارات سياسية خلال المباريات.
ويُشار إلى أن مهاجم إيه سي ميلان الإيطالي اللاعب البرازيلي "كاكا" الحاصل على أفضل لاعب في العالم للعام 2007 كان قد قام بحركة مشابهة لما قام به أبو تريكة لكنها كانت ذات دلالة دينية بحتة، حيث كشف عن قميص داخلي كتبت عليه عبارة "أنا أنتمي للمسيح" خلال إحدى مباريات كأس العالم للأندية التي أقيمت في ديسمبر الماضي في اليابان، ولم يعاقبه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".