طرقت الباب حتى كل متني فلما كل متني كلمتني..صرخ المدرس عابسا: ما معني كلمتني
في صدر البيت وعجزه؟..رفع هذا المهرج حاجبا ونظر بسخط الينا نحن التلاميذ ملوحا بعصاه
اللعنه على هذا المدرس ما اغباه قلت لنفسي... وهل هناك معان كثيره لما قلت ايها الاحمق؟
افضل عدم الاجابه لان هذا اللعين يتصيدني..وربما انال علقه ساخنه على قفاي ان انا اخطأت
الاجابه..وكنت افضل البقاء ساكنا في درس العربيه لما لاقيته على يد مدرسنا العظيم من اهوال
استاذ استاذ استاذ.. هتف الطلاب ...كانت الاكف ترتفع ...وصوت ضرب السبابه بالوسطى يقرع
في اذني ..وعاصفه من الهياج هبت على الملوحين بمعرفه الاجابه..حتى صديقي صبحي اللوح
كان مع الهاتفين والواقفين والمنشدين بشغف لنيل شرف الاجابه على هذا السؤال التافه
مع اني اكيد انه لم يسمع به قط...كما انه لم يسمع المدرس اصلا لانه مصاب بصمم جزئي
اختبأت خلف اجساد التلاميذ خوفا وأملا في ان لا يراني الشبح...وهذا لقب معلمنا المخضرم
فيما كان يجول بين ساحات المقاعد كرقيب عسكري يبحث عن ضحيه جديده لحربه مع اللغه
وبدأت احس بخفقان سريع في ضربات القلب مع اقترابه من مقعدي..واعتراني الوجوم اكثر واكثر
عندما نظر الي بعين واحده ووضع قدمه اليمنى على طرف المقعد..وسلط فوهه عصاه الى اعلى
عنقي ..ورفع ذقني برفق وبدأ يضرب ضربا خفيفا على فكي السفلي فيما اسناني تصدر قرقعه
نتيجه الاصطكاك والخوف وزادت ضرباته موجه الصوت ارتفاعا...وعم قاعه الدرس صمت رهيب
وسكن الوجوم في وجوه التلاميذ.ونظر الجميع الي اشفاقا واملا ان لا يحكم على بالاعدام ضربا
ولم يبدد هذا الصمت سوى صوت فكاي اللذان اصابتهما الرجفه فاصبح لا طاقه لي على ايقافهما
ماجد..يا سيبوي العرب.صرخ الشبح ساخرا ايها الفراهيدي الصغير..ما معنى كللل ..متني في
صدر البيت؟..........حاولت الاجابه ولكن صوتي مخنوقا فلم تخرج سوى بعض حشرجات بلا معنى
اتبعتها بسعال قوي نتيجه لابتلاع لعابي خطأ..........وابتعد عني قليلا الى ان وصل الى طاولته وقال:
ماجد ..تعالاااا... ..تعالاااا ..تعالا تعالا تعالاااا..غناها كالعندليب ساخرا ومنتصرا على الفتى الصغير
وخرجت امشي متعثرا بين فسحتي المقاعد حتى وصلته متهالكا ..وقال :يللا حبيبي..عد معي
وبدأ يمارس هوايته بالضرب على القفا..وبدأت بالصراخ والاستنجاد : مشان الله استاذ مشان النبي
استاذ.ولم تحرك صرخاتي قلبه المتحجر بل زاد ايقاع العصا ارتفاعا حتى تعب وكل...واخيرا قال:
الان كلل متني .....فهمت يا حمار؟
لم افهم كل متني الا بعد عشر سنوات ...وصدف ان قابلت هذا المدرس في احد المتاجر وقد
كان يبدو عجوزا بعض الشيء ولم يبدو انه يعرفني. فبادرني بالسؤال قائلا: بكم البندوره اليوم؟
حاولت الاجابه ولكن بدأ فكاي بالارتجاف وصوتي بالانخناق ولم تخرج معي سوى حشرجات غير
مفهومه اتبعتها بسعال قوي نتيجه ابتلاع لعابي خطا